الامبراطور نائب المدير
المشاراكات : 7149 نقاط : 89988 السٌّمعَة : 35 العمر : 29
| موضوع: مقالات فلسفية لطلاب الباكالوريا السبت أبريل 09, 2011 11:42 pm | |
| المقالة الاولى:هل الادراك محصلة لنشاط الذات او تصور لنظام الاشياء ؟ جدليةI- طرح المشكلة :يعتبر الادراك من العمليات العقلية التي يقوم بها الانسانلفهم وتفسير وتأويل الاحساسات بإعطائها معنى مستمد من تجاربنا وخبراتناالسابقة . وقد وقع اختلاف حول طبيعة الادراك ؛ بين النزعة العقليةالكلاسيكية التي تزعم ان عملية الادراك مجرد نشاط ذاتي ، والنظريةالجشطالتية التي تؤكد على صورة او بنية الموضوع المدرك في هذه العملية ،الامر الذي يدفعنا الى طرح التساؤل التالي : هل يعود الادراك الى فاعليةالذات المٌدرِكة أم الى طبيعة الموضوع المدرَك ؟II– محاولة حل المشكلة :1-أ – عرض الاطروحة :يرى انصار النزعة العقلية أمثال الفرنسيان ديكارت وآلان و الفيلسوف الارلندي باركلي والالماني كانط ، ان الادراك عملية عقليةذاتية لا دخل للموضوع المدرك فيها ، حيث ان ادراك الشيئ ذي ابعاد يتمبواسطة احكام عقلية نصدرها عند تفسير المعطيات الحسية ، لذلك فالادراكنشاط عقلي تساهم فيه عمليات ووظائق عقلية عليا من تذكر وتخيل وذكاء وذاكرةوكذا دور الخبرة السابقة ... ومعنى هذا ان انصار النظرية العقلية يميزونتمييزا قاطعا بين الاحساس و الادراك .1- ب – الحجة :ويؤكد ذلك ، ماذهب اليه ( آلان ) في ادراك المكعب ، فنحن عندما نرى الشكل نحكم عليهمباشرة بأنه مكعب ، بالرغم اننا لا نرى الا ثلاثة أوجه وتسعة اضلاع ، فيحين ان للمكعب ستة وجوه و اثنى عشرة ضلعا ، لأننا نعلم عن طريق الخبرةالسابقة أننا اذا أدرنــا المكعب فسنرى الاوجه والاضلاع التي لا نراه الآن، ونحكم الآن بوجودها ، لذلك فإدراك المكعب لا يخضع لمعطيات الحواس ، بللنشاط الذهن واحكامه ، ولولا هذا الحكم العقلي لا يمكننا الوصول الى معرفةالمكعب من مجرد الاحساس .ويؤكد ( باركلي ) ، أن الاكمه ( الاعمى ) اذااستعاد بصره بعد عملية جراحية فستبدو له الاشياء لاصقة بعينيه ويخطئ فيتقدير المسافات والابعاد ، لأنه ليس لديه فكرة ذهنية او خبرة مسبقةبالمسافات والابعاد . وبعد عشرين (20) سنة أكدت اعمال الجرّاح الانجليزي (شزلندن ) ذلك .وحالة الاكمه تماثل حالة الصبي في مرحلة اللاتمايز ،فلا يميز بين يديه والعالم الخارجي ، ويمد يديه لتناول الاشياء البعيدة ،لأنه يخطئ – ايضا – في تقدير المسافات لانعدام الخبرة السابقة لديه .اما( كانط ) فيؤكد ان العين لا تنقل نتيجة الاحساس الا بعدين من الابعاد هماالطول والعرض عند رؤية صورة او منظر مثلا ، ورغم ذلك ندرك بعدا ثالثا وهوالعمق ادراكا عقليا ، فالعمق كبعد ليس معطى حسي بل حكم عقلي .هذا ،وتؤكد الملاحظة البسيطة والتجربة الخاصة ، اننا نحكم على الاشياء علىحقيقتها وليس حسب ما تنقله لنا الحواس ، فندرك مثلا العصا في بركة ماءمستقيمة رغم ان الاحساس البصري ينقلها لنا منكسرة ، و يٌبدي لنا الاحساسالشمس وكانها كرة صغيرة و نحكم عليها – برغم ذلك – انها اكبر من الارض .كماتتدخل في عملية الادراك جملة من العوامل المتعلقة بالذات المٌدرِكة ؛ منهاعمل التوقع ، حيث ندرك الموضوعات كما نتوقع ان تكون وحينما يغيب هذاالعامل يصعب علينا ادراك الموضوع ، فقد يحدث مثلا ان نرى انسانا نعرفهلكننا لا ندركه بسهولة ، لأننا لم نتوقع الالتقاء به . وللاهتمام والرغبةوالميل دروا هاما في الادراك ، فالموضوعات التي نهتم بها ونرغب فيها ونميل اليها يسهل علينا ادراكها اكثر من تلك البعيدة عن اهتماماتناورغباتنا وميولاتنا . كما ان للتعود دورا لا يقل عن دور العوامل السابقة ،فالعربي مثلا في الغالب يدرك الاشياء من اليمين الى اليسار لتعوده علىالكتابة بهذا الشكل ولتعوده على البدء دائما من اليمين ، بعكس الاوربيالذي يدرك من اليسار الى اليمين . ثم انه لا يمكن تجاهل عاملي السنوالمستوى الثقافي والتعليمي ، فإدراك الراشد للاشياء يختلف عن ادراك الصبيلها ، وادراك المتعلم او المثقف يختلف بطبيعة الحال عن ادراك الجاهل . وفيالاخير يتأثر الادراك بالحالة النفسية الدائمة او المؤقتة ، فإدراك الشخصالمتفاءل لموضوع ما يختلف عن ادراك المتشاءم له .1- جـ - النقد :ولكنانصار هذه النظرية يميزون ويفصلون بين الادراك والاحساس ، والحقيقة انالادراك كنشاط عقلي يتعذر دون الاحساس بالموضوع اولا . كما انهم يؤكدونعلى دور الذات في عملية الادراك ويتجاهلون تجاهلا كليا اهمية العواملالموضوعية ، وكأن العالم الخارجي فوضى والذات هي التي تقوم بتنظيمه .2-أ – عرض نقيض الاطروحة :وخلافا لما سبق ، يرى انصار علم النفس الجشطالتيمن بينهم الالمانيان كوفكا وكوهلر والفرنسي بول غيوم ، أن ان ادراكالاشياء عملية موضوعية وليس وليد احكام عقلية تصدرها الذات ، كما انه ليسمجوعة من الاحساسات ، فالعالم الخارجي منظم وفق عوامل موضوعية وقوانينمعينة هي " قوانين الانتظام " . ومعنى ذلك ان الجشطالت يعطون الاولويةللعوامل الموضوعية في الادراك ولا فرق عندهم بين الاحساس والادراك .2-ب – الحجة :وما يثبت ذلك ، ان الادراك عند الجميع يمر بمراحل ثلاث : ادراكاجمالي ، ادراك تحليلي للعناصر الجزئية وادراك تركيبي حيث يتم تجميعالاجزاء في وحدة منتظمة .وفي هذه العملية ، ندرك الشكل بأكمله ولاندرك عناصره الجزئية ، فاذا شاهدنا مثلا الامطار تسقط ، فنحن في هذهالمشاهدة لا نجمع بذهننا الحركات الجزئية للقطرات الصغيرة التي تتألف منهاالحركة الكلية ، بل ان الحركة الكلية هي التي تفرض نفسها علينا .كماان كل صيغة مدركة تمثل شكلا على ارضية ، فالنجوم مثلا تدرك على ارضية هيالسماء ، و يتميز الشكل في الغالب بانه اكثر بروزا ويجذب اليه الانتباه ،أما الارضية فهي اقل ظهورا منه ، واحيانا تتساوى قوة الشكل مع قوة الارضيةدون تدخل الذات التي تبقى تتأرجح بين الصورتين .ثم إن الادراك تتحكمفيه جملة من العوامل الموضوعية التي لا علاقة للذات بها ، حيث اننا ندركالموضوعات المتشابهة في اللون او الشكل او الحجم ، لانها تشكل في مجموعها" كلا " موحدا ، من ذلك مثلا انه يسهل علينا ادراك مجموعة من الجنود اورجال الشرطة لتشابه الـزي ، اكثر من مجموعة من الرجال في السوق او الملعب .وايضايسهل علينا ادراك الموضوعات المتقارية في الزمان والمكان اكثر منالموضوعات المتباعدة ، حيث ان الموضوعات المتقاربة تميل الى تجمع بأذهاننا، فالتلميذ مثلا يسهل عليه فهم وادراك درس ما اذا كانت عناصره متقاربة فيالزمان ، ويحدث العكس اذا ما تباعدت .و اخيرا ، ندرك الموضوعات وفقصيغتها الفضلى ، فندرك الموضوعات الناقصة كاملة مع نها ناقصة ، فندرك مثلاالخط المنحني غير المغلق دائرة ، وندرك الشكل الذي لا يتقاطع فيه ضلعانمثلثا بالرغم انهما ناقصان . ويتساوى في ذلك الجميع ، مما يعني انالموضوعات المدرَكة هي التي تفرض نفسها على الذات المٌدرِكة2- جـ -النقد :ولكن الالحاح على اهمية العوامل الموضوعية في الادراك واهمالالعوامل الذاتية لاسيما دور العقل ، يجعل من الشخص المدرك آلة تصوير اومجرد جهاز استقبال فقط مادامت الموضوعات هي التي تفرض نفسها عليه سواءاراد ذلك او لم يرد ، مما يجعل منه في النهاية مجرد متلقي سلبي منفعل لافاعل .3 – التركيب :ان الادراك من الوظائف الشديدة التعقيد ، وهو العملية التي تساهم فيها جملة من العوامل بعضها يعود الىنشاطالذات وبعضها الآخر الى بنية الموضوع ، على اعتبار ان هناك تفاعل حيوي بينالذات والموضوع ، فكل ادراك هو ادراك لموضوع ، على ان يكون لهذا الموضوعخصائص تساعد على ادراكه .III – حل المشكلة :وهكذا يتضح ان الادراك لايعود الى فاعلية الذات فقط او الى بنية الموضوع فحسب ، من حيث انه لا وجودلادراك بدون موضوع ندركه ، على يكون هذا الموضوع منظم وفق عوامل معينةتسهل من عملية ادراكه وفهمه . لذلك يمكننا القول ان الادراك يعود الىتظافر جملة من العوامل سواء صدرت هذه العوامل عن الذات او عن الموضوع . ضع ردا لتظهر بقية المقالات الموضوع الاصلى : مقالات فلسفية لطلاب الباكالوريا المصدر :منتدياتالأكام الكاتب: الامبراطور |
|
نجمة الجزائر المشرفون
المشاراكات : 2115 نقاط : 74338 السٌّمعَة : 4 العمر : 28
| موضوع: رد: مقالات فلسفية لطلاب الباكالوريا الأحد أبريل 10, 2011 2:12 pm | |
| |
|
الامبراطور نائب المدير
المشاراكات : 7149 نقاط : 89988 السٌّمعَة : 35 العمر : 29
| موضوع: رد: مقالات فلسفية لطلاب الباكالوريا الأحد أبريل 17, 2011 12:31 pm | |
| |
|